الأحد، 24 ديسمبر 2017

تعريف الوطن من منظور عماني مغترب




"لو كنت مجرب الغربة عن الوطن ما قلت كذاك.."، قالها والدي بشيء من الحرقة والغيرة  بعد أن وضع فنجان قهوته على الأرض-وهو أمر نادر الحدوث- إثر حديث عائلي مع أخي حميد الذي تعمد استفزازه بقوله :"لو ما رجعت عمان كان يواحي تو جنسيتنا غير"، فكانت الشرارة التي شبت في أضلع الوالد ودفعته لتقديم محاضرة مطولة عن الوطن.


 في تلك اللحظات كنت اتساءل في نفسي عن علاقة الإنسان العماني  بوطنه رغم الظروف القاسية التي دعت كثير من الشباب العمانيين في فترة قبل السبعين للهجرة خارج عمان بحثاً عن الرزق، اتساءل عن ارتباط الوجدان بالوطن، وبالأرض التي نشأ عليها.


هذا التساؤل قادني لسؤال أكبر: هل ارتباط الإنسان –أي إنسان- يكون بالأرض التي نشأ عليها  أو بالوطن كـ"اسم"؟، وما هو الوطن أصلاً؟!
هذا الفضول قادني للبحث عن ما يروي عطش المعرفة لدي، فوجدت أن نقاط الاختلاف في التفسير والتعاريف كثيرة، لكن تجتمع في مجملها بهذه النقاط:

- "الوطن هو الإنتماء"، فأي مكانٍ تنتمي إليه فهو وطنك.

-الوطن ليس أرض فقط، بل تاريخ وموروث وحضارة وفنون وتقاليد.

- الوطن هو المنشأ الذي نبتَ وترعرعت فيه، وهو منشأ آباءك وأجدادك.


في السنة النبوية يروى عن الرسول الكريم (ص) أنه قال عن مكة والتي تعتبر موطنه الأول :"ما أطيبك من بلدٍ وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنتُ غيرك"، وهذا يعني أن  إقامة شخصٍ ما لأي سببٍ كان خارج موطنه لا ينتزع منه الارتباط  والانتماء الوجداني والعاطفي بالوطن، فالمولود بدمٍ عماني ولو عاش في المريخ سيبقى انتماءه اولاً وأخيراً للوطن، ومهما كان السبب الذي جعلك تعيش في الخارج سيبقى انتماءك وولاءك وحبك العاطفي لوطنك.


وبالمناسبة؛ هذا المفهوم كان حاضراً لدى جلالة السلطان قابوس منذ الأيام الأولى لتوليه الحكم عام 1970م، عندما خاطب أبناء شعبه الذين كانوا خارج الوطن بسبب ظروف المعيشة آنذاك ومنهم والدي الكريم، فقال في خطابه بتاريخ 09 أغسطس1970م :" تتجه أفكارنا الآن إلى إخواننا الذين أجبرتهم ظروف الماضي التعس الى النزوح إلى خارج الوطن، فلأولئك الذين بقوا على ولائهم لوطنهم ولكنهم اختاروا البقاء في الخارج نقول سنتمكن في وقت قريب من دعوتكم لخدمة وطنكم".


في أثناء بحثي عن معنى الوطن كنت قد وضعت في مقدمة اولوياتي إيجاد تفسير منقطي للغيرة الكبيرة التي تحدث بها والدي عن الوطن، رغم ما كانوا يعانوه من ضنك العيش في تلك الفترة، فلم أجد أبلغ من المقولة الطريفة للفيلسوف الفرنسي فولتير عندما قال: "الخبز في الوطن خير من بسكويت الأجانب"، هذه العبارة كفيلة بتفسير أشياء كثيرة تتعلق بحب الوطن.


 خلاصة القول إن مفهوم الوطن أكبر من كونه أرض ملموسه، بل هو انتماء واعتزاز بالتاريخ وبالحضارة والثقافة والفنون وحتى العادات والتقاليد، وحب الوطن هو ذاك الشعور الذي يدفعك وبكل شجاعة لتقديم روحك من أجله. وهو ذاته الذي يدفعك في الاسترسال تعبيراً عن اعتزازك  وفخرك به حتى ولو بردت قهوتك المفضلة كما برد فنجان أبي.


الخميس، 7 ديسمبر 2017

رئيس "حجرة" تجار عمان بين "المصلحة" و"التعمين"

 


تابعت بالأمس عبر تلفزيون السلطنة جزء من الجلسة الحوارية التي عقدت بحضور أربعة وزراء لمناقشة آليات توظيف (25) ألف باحث عن عمل، الجلسة أكدت على أهمية دور القطاع الخاص في استيعاب الباحثين عن عمل. وتساءلت في نفسي لماذا على الحكومة أن "تفرض" التعمين على الشركات؟ لماذا لم تبادر هذه الشركات من تلقاء نفسها للقيام بهذا الدور؟ لماذا تنتظر كثير من الشركات أن تأتي الحكومة وتقول لها عليك يا شركة تعمين الإدارة الوسطى مثلاً!، رغم أن كثير من الشركات هي ملك لتجار عمانيون!

هنا رجعت بالذاكرة لشهر أكتوبر من العام المضي، عندما صرّح رئيس حجرة تجار عمان بأن "التعمين" في القطاع الخاص "يعيق" الإستثمار!!

فإذا كان رئيس تجار عمان وهو لا يؤمن بالتعمين، والذي يعني مزيداً من الوظائف للعمانيين، هذا الرئيس الذي يقف في موضع "القدوة" و"المحفز" والمطالب" والمشدد" على الشركات بالإلتزام بالتعمين وإعطى أولوية التوظيف للعمانيين يقف عائقاً حول ذلك!

 هذا التوجه من قبل رئيس "الحجرة" يعارض تماماً ما وجّه به وأكد عليه جلالة السلطان حفظه الله في المضي قُدِماً نحو التعمين، ولسنا هنا بصدد استعراض أهمية التعمين، لكن لا بد من كلمة حق تفسر هذا التوجه المريب لرئيس "الحجرة".

هنا لا أحمّل رئيس الحجرة وحده مسؤولية بطيء عملية توظيف العمانيين في الشركات، فحتماً هناك جهات حكومية مسؤولة عن ذلك، لكن فقط أود التوضيح بأنه إذا كان شخص بهذا المنصب ويرى بأن التعمين عائق رغم قدرته على قيادة وإطلاق مبادرات قد تخلق آلاف الوظائف للعمانيين، فلا نلوم من هم دونه!




الأحد، 3 ديسمبر 2017

من نوادر الصور:توثيق بناء جامع السلطان قابوس الأكبر


يقول معالي المهندس/ محسن الشيخ في تقديمه لكتاب جامع السلطان قابوس الأكبر بأن موقع بناء الجامع شهد زيارات متواصلة لجلالة السلطان قابوس لتفقد سير العمل، ومتابعته السامية لأدق تفاصيل المشروع، من حيث فحص النماذج المختلفة لمواد البناء، والزخارف المقترحة استخدامها، والتأكد من مطابقتها لما سبق أن تبلور في ذهن جلالته بهذا الخصوص، وإصدار التوجيهات السامية بشأنها.

في بداية شهر يناير عام 1992م صدرت التوجيهات السامية بإنشاء الجامع الأكبر، وكتبت جريدة عمان حين ذاك ضمن عناوينها الرئيسة:

 "جلالة السلطان المعظم يشيد من حر ماله الخاص وليس من ميزانية الدولة أكبر صرح إسلامي في البلاد"

تصميم الجامع فريد من نوعه، ولا ينتمي لمدرسة فنية معينة بل يعتبر عصارة أشهر المدارس الفنية في الزخارف، ومن خلال الصور سيتضح ذلك جلياً.

سجادة الجامع والتي تزن (21)  طن تم صنعها يدوياً من خلال أشهر النساجيين الإيرانيين، فقد تغطي مساحة (4263) متر مربعا، وتتكون السجادة من (58) قطعة تم نسج كل قطعة على حدة في إيران، ثم ارسلت لمسقط مع (50) نساجا متخصصاً اشتغلوا على تجميع القطع في قطعة واحدة ولإكمال اللمسات النهائية عليها، واستغرقت عملية حياكة التوصيل وحدها نحو ثلاثة أشهر. بدأت صناعة السجادة عام 1997م وانتهى عام 2000م.


الصور التالية تحكي مراحل بناء الجامع



أول خبر عن التوجيهات السامية بإنشاء الجامع الأكبر، جريدة عمان يناير 1992م



قاعة الصلاة الرئيسية أثناء الإنشاء

القبة الرئيسية في مرحلة الإنشاء

عمال يقمون بما يشبه "الزفانة" للحديد الذي يغطي القبة الرئيسية

عامل يقوم بنحت بعض النقوش

أحد الأعمدة الحديدية في مرحلة الإنشاء




نحات يقوم بعملية النقش داخل الجامع





نحات آخر يقوم بعملية رش الخشب المنقوش


جانب من الأعمال الفنية داخل الجامع

مرحلة تركيب النقوش داخل قاعة الصلاة

توثيق لإسم الشركة التي اشتغلت على السجادة، الكلام المكتوب تم حياكته على طرف السجادة

مآذن الجامع من الأعلى



الرواق الشمالي: فنون عمان والجزيرة "الرمال واللبان والفضة"

الفن العثماني التركي

فن العمارة المملوكية

فن الزليج المغربي

الفن المصري القديم وبلاد ما بين النهرين

فن الفسيفساء البيزنطي

الرواق الجنوبي: فنون بلاد الحجاز

الفن الإسلامي الهندي

فن الخزف الإيراني

الفن التيموري الإسلامي

الخزف الإسلامي المعاصر



الحداثة في الفنون الإسلامية





المعهد الإسلامي المرفق بالجامع

جريدة عمان في نفس يوم افتتاح الجامع

جلالة السلطان قابوس أثناء خطبة الجمعة في افتتاح الجامع